أثبتت البحوث أن التجارب المؤلمة تبقى مخلّدة في الذاكرة وتظهر في الأحلام لفترات طويلة قد تمتد إلى حوالي 60 عاما.
وبين هذا البحث الذي أجري على عدد من كبار السن الألمان الذين تراودهم كوابيس مزعجة ومتكررة عن الحرب العالمية الثانية
أن الأحلام تتكرر لأن الأشخاص لا يستطيعون تحمّل الأحداث المرعبة والموترة والمخيفة, فيتصارعون مع هذه الأحداث ويحاولون التغلب عليها أثناء نومهم, وهو ما يجعل هذه الأحلام تستمر لعشرات السنين.
وخلص الخبراء، إلى أن التجارب المؤلمة تخلّد في ذاكرة الإنسان وتظهر في أحلامه بصورة متكررة ولفترات طويلة, موضحين أن الدماغ في حالة الحلم يعمل على معالجة المعلومات بطريقة منطقية ومعقولة.
هذا ومن جانب آخر، وحول الأحلام فقد أفاد العلماء أن جلطة دماغية أصابت امرأة بحيث لم تعد قادرة على أن تحلم قد تؤدي إلى التحديد بدقة أي مناطق الدماغ هي المسؤولة عن الأحلام.
و وجد العلماء أن الجلطة الدماغية التي أصابت امرأة كانت متركزة في مناطق عميقة في النصف الخلفي من الدماغ وهو الجزء المتعلق باستعادة صور الوجوه والأماكن بحيث يستطيع الإنسان تذكرها عند الحاجة.
حيث يقول دكتور كلاوديو باسيتي أخصائي الأعصاب في جامعة زيورخ في سويسرا أن كيفية حدوث الأحلام وما هو الغاية من ورائها لا زال أمر غير مفهوم لغاية الآن. لكن ما تم التوصل إليه لغاية الآن أن المنطقة الخلفية من الدماغ هي المسؤولة عن حدوث الأحلام مما يحدد منطقة البدء للأبحاث المستقبلية لتوفير فهم اكبر حول موضوع الأحلام.
يذكر أن السيدة التي ساعدت على هذا الاكتشاف فقدت الإبصار بالإضافة إلى القدرة على الحلم بعد إصابتها بالجلطة الدماغية ولكنها استعادت القدرة على الإبصار من دون أن تستعيد القدرة على الحلم. لذلك قام العلماء بدراسة الأمواج الصادرة عن الدماغ أثناء نومها ولكن لم يتم رصد أي اضطرابات أثناء النوم.
لذلك سيتم في المستقبل تحليل النشاط العصبي في الدماغ والذي يحدث في هذه المنطقة أثناء النوم للتوصل إلى نتائج أوضح في المستقبل.
ومن الجدير ذكره أن أكثر الناس لا يتذكرون أحلامهم، بل لا يتذكرون أنهم حلموا، وبعضهم يتذكر الحلم الأخير قبل اليقظة.
وعلى الأغلب فإننا لا نتذكر إلا ما يعادل10 بالمائة من مجموع الأحلام.. وحتى الجزء الذي نتذكره قد لا يكون كاملا، أو قد تضيع منه الكثير من التفاصيل التي يمكن أن تجعله مفهوما.
ويسهل على الفرد الذي كان يحلم أن يتذكر حلما كليا أو جزئيا إذا ما استفاق تلقائيا أو مصادفة، أثناء فترات نومه الحالم، أو حال انتهاء فترة الأحلام .
وتقل إمكانية تذكر الأحلام وبصورة متسارعة منذ نقطة انتهاء الحلم كله، ولذلك فإن إمكانية تذكر الحلم تتناسب ع**يا مع تطاول مدة الزمن الذي مر على انتهائه أي أنه كلما طال الزمن على نهاية الحلم قلت إمكانية تذكره.
ومما يساعد على تذكر الأحلام محاولة استرجاعها فور الاستيقاظ من النوم، ومن الجدير بالذكر هنا هو أنه سواء تذكرنا الحلم أو لم نتذكره فإنه يقوم بوظائفه المطلوبة. وتشير الدراسات إلى أن أحلام الموهوبين أكثر ابتكارا وثقة من غيرهم، كما أنها تأتي على صور أفكار غير اعتيادية، وغير ممكنة وعشوائية، ومكثفة.
كما أن أحلام الفنانين والأدباء المبدعين تتجه خارج العادة إلى المستقبل، وإلى الماضي وهم أكثر تذكرا لأحلامهم.
ويتأثر الحلم بالتجارب والخبرات الشخصية للفرد في الأيام السابقة وبالأحداث والمشاهد والأفكار التي تسبق النوم، كما أن أجواء الغرفة وألوانها وأصواتها مثل دقات الساعة، والإزعاج تتداخل مع الأحلام وكذلك العطش، والجوع وامتلاء المثانة.
ويمتلك البعض القدرة على التأثير على الحلم أثناء حدوثه بأن يوقفه أو يضيف إليه أو يتحكم في سيره.
وتحقق الأحلام الرغبات وتنفس عن التوترات وتحرس النوم من الإزعاجات وتساعد أحيانا في حل الصراعات النفسية والمشاكل العملية، وقد تكون عملية تفكير وتخطيط للأمام وتعطي الإنسان قدرة أكبر على التعلم والتكيف وأحيانا تساعد في الإبداع والابتكار وتحافظ على التوازن العقلي..
وتمثل الأحلام الصور النفسية للنشاط العصبي خلال النوم الحالم وقد تكون وسيلة للتخلص من النفايات الفكرية وتصفية الذاكرة وتنظيم السلوك الغريزي والتهيئة للانتقال العاطفي وتوطيد للذاكرة والتعلم. ولا شك أن للبعض قدرة على توقع المستقبل من خلال الأحلام، يصعب فهمها وتفسيرها علميا